منتديات طيور فلسطين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طيور فلسطين عربي إسلامي، ثقافي متنوع شامل و هادف


    الاسلام دين الفطرة

    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام
    المدير العام


    المدير العام المدير العام :

    الجنس : ذكر
    عدد المساهمات : 279
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ الميلاد : 13/10/1994
    تاريخ التسجيل : 28/07/2009
    العمر : 29
    الموقع : https://azert2009-77.yoo7.com
    العمل/الترفيه : احب الرسم
    المزاج : عادي /منيح

    توقيت غرينتش + 8 ساعات الاسلام دين الفطرة

    مُساهمة من طرف المدير العام الخميس سبتمبر 10, 2009 11:07 am

    الإسلام يشجع على العواطف النبيلة والحب الطاهر أصل في كل مسلم



    رُبّ سائل يسأل عن حكم الإسلام في الحب وهذا السؤال يطرح كثيراً بين الشباب والبنات: إن الإسلام لا حكم له في الحب، أرأيتم الى الإسلام يحكم بشيء على الكراهية والحزن والخوف والجوع؟ فهو أيضاً لا يحكم بشيء على الحب·
    ألم تسمعوا قول الناس <الإسلام دين الفطرة>؟ هذا مثل قول الله ·· فطرة الله التي فطر الناس عليها··} ومعنى كونه دين الفطرة أنه يلبّي كل حاجات الناس في صورة من العدل والإستقامة والتنظيم· أي أنه لا يكبت في الإنسان شيئاً من مشاعره ولكنه يعلّمه السبيل الأمثل الى معالجتها والإستجابة لها·
    فالإسلام لا يقول لك في شيء من أحكامه: لا تجع أو لا تكره أو لا تحب· ولكنه يقول لك: إذا جعت فلا تسرق وإذا كرهت فلا تظلم وإذا أحببت فلا تنحرف· ثم إنه يضع أمامك لمعالجة الجوع مشروعية الكدح والعمل من أجل الرزق· ويضع أمامك لمعالجة الكراهية نظام العدل والمقاضاة في الحقوق· ويضع أمامك لمعالجة ما تلقاه من لواعج الحب قانون النكاح والزواج·
    من هنا تعلم أن الإسلام لا يحاسب الإنسان على شيء من هذه المشاعر التي جُبلت عليها النفوس ولكن الإسلام يحاسب على ما قد يجترحه من أفعال غير مشروعة بسائق تلك المشاعر والإنفعالات·
    أخي القارئ أختي القارئة هذا لا يعني أن تعرّض عواطفك لعواصف الحب وصواعقه المحرقة· إذ أن مشاعرالحب في كيان الإنسان أشبه ما تكون بسراج يتّقد في غرفة بليل فإن أطفئت السراج انقلب المكان الى ظلام موحش دامس وإن بالغت في رفع الفتيلة ومد لسان اللهب تحوّل السراج الى نار محرق قد تحيل الغرفة كلها الى ألسنة من اللهب، وإنما يكون الحب في فؤاد الإنسان بمثابة السراج المضيء إذا كان الإسلام قد هذّب كيانه وأقامه على صراط من الاعتدال الذي شرعه الله له· فلا يمد يده وعينه الى كل ما يلوح أمامه من مظاهر المتعة والأهواء ويذهب نفسه حسرات وراءها·
    الحب الذي يشدو به كثير من الناس اليوم ليس إلا كلمة غاض كل ما قد كان فيها من الفضائل وتجمّع كل ما لم يكن من الرذائل· كان الحب سراً من أسرار القلب يربّي فيه فضائله، ويحوط بالحفظ كمالاته ويغرس في النفس بذور الرحمة والإنسانية بعد أن يقتلع منها جذور الأنانية· فكان بذلك خير مهادٍ لبناء الأسرة، وأفضل روح لتضامن الأمة، وأقوى زناد لتفجير ينابيع الحكمة وإذكاء شعلة الحكمة·
    أما اليوم فقد غدا الحب سراً من أسرار (التعري) يثير في النفس غرائزها ويقتلع من الروح فضائلها· وبذلك أصبح أسوأ مدمّر لكيان الفرد والأمة وأعظم خطر على بناء البيت والأسرة· وما قد يصفه لك بعض أرباب هذا (الحب) من لواعجه وآلامه، إنما هو من نتائج الغيرة الطبيعية في الإنسان وليس من نتائج الحب المزعوم في شيء·
    أخي القارئ أختي القارئة إن عذاب الحب يسمو بالكيان الإنساني كله الى صعيد من النشوة الراضية يتنفس المحب فيها بالدمع ويتغنى بالألم ويطرب بالوجد وهو لهذا يعتبر أرق لحن عرفه المجتمع وأبهى زهرة فاحت في أرجائه·
    وأخيراً أعلم أن المحبة يدعيها كل إنسان وما أسهل الدعوى وما أعز المعنى· والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح، فإن أحببت فاحبب من لا يتركك عند انتهاء مدتك وعند حضور منيتك ومن لا يفر منك يوم البعث والنشور ومن يتّصف بهذه الصفات غير الله· فلا محبوب بالحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى ولا مستحق للمحبة سواه· أحمد الله الذي هو أهل للحامد كلها وأشكره شكر عبدٍ أيقن أنه مملوك له في السراء والضراء·
    أنواع الحب ومن أنواع الحب: - محبة الزوجة والأولاد: فحب الزوجة أمر جبلي مكتسب إذ يميل المرء الى زوجته بالفطرة ويسكن إليها، ويزيد في حبه لها إن كانت جميلة، أو ذات خلق ودين، أو ولديها من الصفات ما يجعل قلب زوجها يميل إليها· وكذا محبة الولد أمر فطري· ولا يؤاخذ المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخر، ولا إحدى زوجتيه - إن كان له زوجتان أكثر من الزوجة الأخرى· لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله # يقسم لنسائه ويقول: <اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك <رواه الترمذي>· وإنما يحرم أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا أو بغيرها مما يملك من غير مسوغ· قال تعالى: ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} (النساء: 128)· وعنه # قال: <من كان له امرأتان يميل لإحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه مائل> (رواه النسائي والحاكم·
    وعنه أيضاً قال: <اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم> متفق عليه· والمراد بالميل: الميل في القسم والإنفاق، لا في المحبة·
    - محبة الوالدين وسائر القرابات: فكل إنسان مفطور على حب أبويه· إذ هما من أحسن إليه صغيراً وسهر عليه وتعب من أجله· وهذه الأنواع من الحب مندوب إليها مأمور بها، أمر إيجاب أو استحباب، على تفاصيل في الشرع، ليس هذا مكان تفصيله·
    - الحب بين الفتيان والفتيات: وهذا قسمان: الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، حتى إذا وجد سبيلاً الى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها، لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله وواجباته· فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله #: <لم ير للمتاحبين مثل النكاح> رواه ابن ماجه·
    الثاني: من تمكن الحب من قلبه مع عدم قدرته على إعفاف نفسه حتى انقلب هذا الى عشق، وغالب ذلك عشق صور ومحاسن· وهذا اللون من الحب محرم، وعواقبه وخيمة·


    المصدر : جريدة اللواء اللبنانية

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 3:00 pm